أمستردام : خالد بكداش
في ضربة أمنية دولية منسّقة، أعلنت الشرطة الأوروبية ( Europol ) عن تفكيك جماعة إجرامية منظمة مقرها هولندا، يُشتبه في ضلوعها في عشرات الهجمات على أجهزة الصراف الآلي في عدة دول أوروبية، باستخدام المتفجرات الصلبة.
جاءت العملية ثمرة تعاون وثيق بين سلطات إنفاذ القانون في هولندا وألمانيا وفرنسا وسويسرا، وأسفرت عن اعتقال 18 شخصًا حتى الآن، جميعهم مواطنون هولنديون، خلال سلسلة من المداهمات بدأت في أبريل 2024 واستمرت حتى مايو 2025. نُفذت غالبية الاعتقالات داخل الأراضي الهولندية، فيما أُلقي القبض على أحد المشتبه بهم في إسبانيا.
وبحسب التحقيقات، استخدمت الشبكة أسلوبًا احترافيًا يتضمن تفجير ماكينات الصراف الآلي في مناطق سكنية، مما تسبب في دمار واسع النطاق، وأدى إلى خسائر مادية قُدّرت بأكثر من 1.5 مليون يورو، بينما بلغ إجمالي المبالغ المنهوبة نحو 1.2 مليون يورو، استُعيد منها قرابة 290 ألف يورو.
كما صادرت السلطات خلال عمليات التفتيش عشرات الآلاف من اليوروهات، بعضها ملطخ بصبغات الأمان، إلى جانب أكثر من 600 ألف يورو من العملات المشفرة، ومعدات متنوعة بينها متفجرات، وصفائح بنزين، ولوحات ترخيص مزيفة، وبطاقات SIM، ومركبات استخدمت في عمليات الفرار.
وتمكنت فرق التحقيق من الربط بين هذه الجماعة وعمليات تفجير أجهزة صراف آلي في كل من ألمانيا وسويسرا وفرنسا، وسط تقديرات بأن عدد أفراد الشبكة يصل إلى 20 شخصًا، معظمهم متمركزون في منطقة أوتريخت الكبرى، مع تواجد لبعضهم في أمستردام.
أسلوب إجرامي ممنهج وخطر عابر للحدود
أظهرت التحقيقات أن الجناة يتّبعون أسلوب عمل ممنهج، يبدأ بتحديد الأهداف عبر الإنترنت أو ميدانيًا، واختيار مواقع يسهل الوصول إليها وتتمتع بإجراءات أمنية ضعيفة، قبل العودة ليلاً لتنفيذ الهجوم. وتُفجّر أجهزة الصراف الآلي من مسافة قريبة، مما يخلّف دماراً شاملاً قد يُهدد سلامة السكان المجاورين.
غالبًا ما تستخدم الشبكة مركبات عالية الأداء للهروب بسرعة من مسرح الجريمة، في عمليات اتّسمت بالجرأة واللامبالاة بمخاطرها على الأرواح والممتلكات.
استجابة أوروبية موحدة وتمويل أمني خاص
ورداً على هذا التهديد المتنامي، شُكلت فرقة عمل عملياتية متخصصة بتنسيق من اليوروبول، ضمّت محققين من الدول المتضررة، حيث جرى تبادل المعلومات وتنفيذ عمليات مشتركة دقيقة. كما تم تشكيل فريق تحقيق مشترك بين السلطات القضائية والأمنية في هولندا وألمانيا.
ونُشرت وحدات من اليوروبول ميدانيًا خلال المداهمات، مزودة بمراكز بيانات متنقلة لإجراء عمليات تدقيق فورية بالتنسيق مع قواعد البيانات الأوروبية.
وقد تلقّت هذه العمليات دعمًا ماليًا من مشروع الاتحاد الأوروبي “ISF Lumen”، الذي موّل استخدام تقنيات مراقبة متقدمة ساهمت في تعقّب الجناة وفضح أنشطتهم.
الجهات المشاركة في العملية:
- المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية الألمانية (BKA)
- المكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في شمال الراين-ويستفالن (LKA NRW)
- مكتبا المدعين العامين في أوسنابروك ودوسلدورف
- الشرطة الهولندية والألمانية
- سلطات إنفاذ القانون في سويسرا وفرنسا
- Europol
